القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي داعم أساسي للجهود العالمية الهادفة إلى تعزيز المسيرة نحو مستقبل مستدام

تشكل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بالتعاون مع المجلس الأعلى للطاقة  في دبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،  وتقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، منصة عالمية هامة تهدف إلى تعزيز الشراكات وتبادل الخبرات بين أبرز صناع القرار ودعم التعاون بين المؤسسات والمنظمات الإقليمية والعالمية من القطاعين العام والخاص، بما يشجع على التحول للاقتصاد الأخضر. وتعد القمة منصة استراتيجية لدعم التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة والاستثمارات في مجال الاقتصاد الأخضر. ومنذ إطلاقها عام 2014، حققت القمة تطوراً وإنجازات هامة من خلال تبني سياسات وخطط ومبادرات لتعزيز التعاون الدولي بين المشاركين من قادة الأعمال والخبراء العالميين من القطاعين العام والخاص، حيث يصدر عن القمة في ختام كل دورة “إعلان دبي” الذي يتضمن توصيات المشاركين ومخرجات القمة، وأهم محطات القمة وفعالياتها.

وتعقد الدورة السابعة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر يومي 6 و7 أكتوبر 2021 في موقع إكسبو 2020 دبي الذي سيقام تحت شعار “تَواصُل العقول وصُنع المستقبل”. ومن المتوقع أن تكون هذه الدورة أوسع وأشمل من أي دورة سابقة للقمة لتزامنها مع تنظيم معرض إكسبو 2020 دبي، مما يعزز نجاح القمة في ترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر.

وقال معالي سعيد محمد الطاير، نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة بدبي ورئيس القمة العالمية للاقتصاد الأخضر: “تنسجم أهداف القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مع التوجيهات السامية لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، بضرورة تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية. كما تدعم القمة جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، وأجندة الإمارات الخضراء 2030، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050. وفي دولة الإمارات، تم إطلاق العديد من المبادرات المهمة لتسريع وتيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر.”

وأضاف معاليه: “تسهم المشروعات الريادية التي يتم تنفيذها مثل محطات الطاقة الشمسية، وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، والتحول الرقمي، وبناء مجتمعات حضرية مستدامة منخفضة الكربون، في دعم استراتيجية القيادة الرشيدة نحو تحقيق مستقبل مستدام في كافة القطاعات الحيوية في الدولة. وقطعت إمارة دبي أشواطاً مهمة في مسيرتها الهادفة نحو التنمية المستدامة، وأطلقت مشاريع رائدة في الطاقة المتجددة والنظيفة، من أبرزها مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمّع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي ستبلغ قدرته الإنتاجية 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، بما يعزز ريادة الدولة ودبي باعتبارها نموذجاً ناجحاً للاستدامة حول العالم.”

محطات وإنجازات في مسيرة القمة العالمية للاقتصاد الأخضر

الدورة السادسة من القمة

ركزت الدورة السادسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2019 على ثلاثة محاور رئيسية هي آليات التنمية المستدامة والتعاون الدولي لتعزيز منظومة الاقتصاد الأخضر وتبني الحلول الخضراء المبتكرة. وشهدت هذه الدورة حضوراً بارزاً لعدد من الرؤساء الحاليين والقادة والشخصيات المؤثرة على المستوى العالمي، واستقطبت قرابة 4000 مشارك من الخبراء والمختصين وقادة رأي في مختلف مجالات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة من رؤساء تنفيذيين وشركاء ومؤسسات مالية وممثلين عن الأسواق العالمية من (78) دولة، حيث شارك فيها (60) من كبار المتحدثين، وضمت (14) من الندوات والجلسات الحوارية.

وناقشت القمة مواءمة سياسة الطاقة لأهداف التنمية المستدامة، وحجم العمل الكبير المطلوب لبناء مستقبل مستدام.  وتبادل المشاركون الآراء بشأن استراتيجيات وأنظمة وسياسات الاستدامة الناجحة، ومدى إمكانية تكرارها وتوسيع نطاقها. وركزت أيضاً على دور المرأة في الوصول الى اقتصاد أخضر من خلال الابتكار، والتعاون، والشفافية، والإدارة البيئية، والتكافل الاجتماعي، حيث تعتبر هذه الصفات عادة مهارات ناعمة لاسيما في مجال الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة. واستكشفت هذه الدورة التحديات والفرص التي تواجه المرأة في مجال الاستدامة، وسلطت الضوء على مجموعة متنوعة من النساء العاملات في هذا المجال، في قطاعات مثل الطاقة والمياه والتمويل والتنمية.

وتناولت القمة كذلك الاستدامة في القطاع الخاص، والخدمات المصرفية الخضراء والاستثمارات، والتحديات والحلول للاقتصاد الأخضر والزراعة المستدامة، وأبرزت منجزات دولة الإمارات في دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر من خلال اجتماعات مثمرة تضم خبراء بيئيين عالميين وتقنيين وقادة أعمال لمناقشة كيف يمكن للقطاعين العام والخاص استخدام الابتكار بشكل أفضل لدفع عجلة التنمية المستدامة وتسريع الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر في جميع أنحاء العالم.

وشهدت هذه الدورة إطلاق “مجموعة عمل التمويل المستدام في دبي” والتي تعمل على تنسيق المبادرات الرئيسية لقطاع التمويل المحلي فيما يتعلق بالبيئة في الأسواق المحلية والإقليمية. كما سلطت الضوء على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية وتعزيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. ومن الأدلة على نجاح الجهود العالمية في تعزيز المسيرة نحو مستقبل مستدام، تأسيس مركز التعاون الإقليمي لدعم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستضافة المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر للمؤتمرات الوزارية الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول العالم.

وأعلن معالي الطاير خلال إعلان دبي 2019 أن هيئة كهرباء ومياه دبي والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر تعملان على تأسيس الشبكة المحلية لميثاق الأمم المتحدة بعد توقيع مذكرة تفاهم في هذا الشأن.

الدورة الخامسة من القمة

استقطبت الدورة الخامسة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2018 أكثر من 3700 من الخبراء العالميين والمختصين وقادة الفكر في الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة لمناقشة قضايا ملحة وعلى رأسها التغير المناخي والاحتباس الحراري. واكتسبت هذه الدورة من القمة أهمية خاصة، حيث إنها مهدت الطريق أمام اعتماد وتوقيع اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر(WGEO) .

وركزت الدورة الخامسة من القمة على ثلاثة محاور رئيسية تشمل رأس المال الأخضر، والتحول الرقمي، والقيادة والتفاعل المجتمعي. واستعرضت أبرز التقنيات الذكية الحديثة والابتكارات الرقمية التي تسهم في تسريع عجلة النمو الأخضر والتنمية المستدامة لضمان التحول للاقتصاد الأخضر. وناقشت القمة آليات وضع نموذج مثالي للشراكات بين القطاعين العام والخاص من خلال وضع القوانين والتشريعات اللازمة التي تعزز فرص الاستثمار في تطوير مشاريع الطاقة والمياه والبنية التحتية والارتقاء بجودة الخدمات. وقد أجمع المشاركون على ضرورة أن يلعب قادة القطاعين العام والخاص دوراً أساسياً في تحقيق التحول للاقتصاد الأخضر من خلال وضع سياسات وحوافز تساهم في تغيير السلوك الفردي وأنماط الاستهلاك، إضافة إلى رفع الوعي البيئي. كما أكدوا على أهمية أن تكون التنمية المستدامة متكاملة حيث إنها تتطلب التزاماً كاملاً من قيادات القطاعين العام والخاص.

وقد أطلقت دبي خلال القمة حملة “اي – سيارة” التوعوية والخاصة بالسيارات الكهربائية، وتعد الأولى من نوعها في المنطقة، وتدعم استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030. وشهدت القمة أيضاً إطلاق تقرير الاقتصاد الأخضر العالمي 2018 بعنوان “تعزيز الابتكار في الأعمال والمال والسياسات” بالتعاون مع جامعة “كامبريدج” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث سلط الضوء على الحاجة إلى نهج أكثر تعمقاً وتنوعاً لبناء وترسيخ اقتصاد أخضر حقيقي  والمضي قدما بتحقيق أهداف أجندة الاستدامة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك ، تم الإعلان عن بدء العمل على بوابة المبادرات الخضراء التي تضم تحت مظلتها جميع البرامج الخضراء التي من شأنها تعزيز مسيرة التنمية المستدامة. كذلك شهدت القمة انعقاد المؤتمر التحضيري الأول للمنظمة العالمية للاقتصاد الاخضر بحضور ممثلين رفيعي المستوى عن أكثر من 60 دولة حول العالم. وشكل هذا المؤتمر نقطة الانطلاق أمام تأسيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر كمنظمة دولية مستقلة تم تأسيسها بموجب اتفاقية بين الأطراف المشاركة.

المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله، المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضرWGEO))، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP) ) في أكتوبر 2016 وذلك خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي، لتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر ونشر مشروعات الاقتصاد الأخضر على المستوى العالمي ودعم الدول والمنظمات الساعية إلى تحقيق استراتيجيتها وخططها الخضراء. وتشارك المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، إلى جانب” وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات”، وبالتعاون مع نخبة المنظمات الرائدة بما فيها “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” UNDP))، و”برنامج الأمم المتحدة للبيئة” UNEP))، و”اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”(UNFCCC) و”مجموعة البنك الدولي”، في تنظيم “أسبوع المناخ الإقليمي 2022” لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتستضيف دولة الإمارات هذا الحدث النوعي في الفترة بين 2 و 3 مارس 2022، وذلك خلال تنظيم “معرض إكسبو 2020 دبي”، لتعزيز زخم العمل المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وسيجمع “أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2022″، الأول من نوعه في دول المنطقة، نخبة من القادة والشخصيات المؤثرة من القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني لمناقشة التهديدات الناشئة عن ظاهرة التغير المناخي، وتعزيز أطر التعاون المثمر في اتخاذ إجراءات سريعة وجريئة لمواجهة هذا التحدي الكبير. وسيوفر أيضاً فرصاً هائلة لعقد شراكات متينة وبناء علاقات مثمرة بين الأطراف المعنية إقليمياً، فضلاً عن استعراض أحدث التقنيات الرائدة التي يمكن أن تساعد المنطقة على التكيّف بسرعة وكفاءة مع تغير المناخ.

وسيكون الحدث محطة هامة لاتخاذ قرارات حاسمة وخطوات حقيقية باتجاه تحقيق الأهداف المناخية استناداً إلى خطط العمل المناخية المعدّلة للدول، وسعياً وراء معالجة الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وتنفيذ الإجراءات المناخية بشكل فعال. وبالمقابل، سيشهد جدول الأعمال جلسات خاصة لمتابعة المناقشات المتعلقة بقمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب 26” COP26)) المقررة في نوفمبر 2021 في غلاسكو في المملكة المتحدة.

حلقات الشباب

تولي القمة العالمية للاقتصاد الأخضر أهمية بالغة للشباب وتعمل على تعزيز دور رواد الأعمال الشباب لما يملكونه من قدرات على إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، من شأنها أن تسهم في دفع مسيرة النمو الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية. وتشهد القمة بشكل دوري تنظيم حلقات الشباب لتشجيعهم على الانخراط في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر قبل دخولهم إلى سوق العمل. ويشارك في الحلقات كبار الشخصيات والمسؤولين والاختصاصيين والمتحدثين والخبراء والمستثمرين العالميين والمحليين، بهدف تشجيع مساهمة جيل الشباب في جهود تحقيق الاستدامة.